top of page

الساعة البيولوجية للمرأة

 كتبها: الدكتور/ محمد العقدي

 

نحن نؤمن أن كل امرأة تستحق معرفة الحقائق عن ساعتها البيولوجية. من هذا المنطلق دعينا نبدأ معرفة المزيد عن خصوبة المرأة والعمر وعن كيفية تأثير عامل الوقت على قدرتك لإنجاب طفل سليم.

 

ليس كل بويضة تؤدي إلى طفل، بغض النظر عن صغر سنك. فمن المفاهيم الخاطئة والشائعة أننا لدينا الفرصة بنسبة 100% بالحمل كل مرة تحدث فيها الإباضة (مثال: كل شهر). في الحقيقة هناك نسبة معينة من بويضاتنا غير طبيعية في أي مرحلة من مراحل العمر و لأن التخصيب يجب أن يحدث في فترة زمنية ضيقة بعد حدوث الإباضة, لذلك حتى المرأة الشابة ذات الخصوبة الطبيعية إذا رغبت بالحمل فإن لديها فرصة الحمل 20% فقط في كل شهر.

 

تنخفض الخصوبة بصورة أكثر وضوحاً من سن 35 سنة وتستمر في الانخفاض على مدى أكثر من 10 سنوات قبل الوصول لسن اليأس (إنقطاع الطمث). و كنساء، تبدأ حياة الخصوبة عند النضوج و نزول أول دورة شهرية, عادة عند سن 12 سنة (سن البلوغ) وتستمر حتى آخر دورة شهرية (سن اليأس). وكذلك عدد البويضات (مخزون البيوضات) و جودتها تنخفض كلما تقدمت النساء بالسن ولا تبقى لديهن درجة الخصوبة لكامل هذه المدة.

 

النساء اللاتي تحت سن 35 سنة لديهن فرصة الحمل بشكل طبيعي حوالي 20% شهرياً, بينما في سن 40 سنة تقل فرصة الحمل الطبيعي كل شهر إلى 5 % فقط و يتراجع الحمل الطبيعي بشكل أسرع بعد ذلك.

 

في الواقع,  تظهر إحصاءات البحوث العلمية أن نسبة الحمل لدى النساء اللاتي يخضعن للحقن المجهري (IVF) يتناقص أيضاً مع التقدم في السن. و قد يتراوح نسبة الحمل بالحقن المجهري لدى النساء دون سن 35 سنة بين 40 و 60٪ بينما ينخفض إلى 30% في سن 40 عاماً و كذلك ينخفض أكثر بعد سن 43 إلى أقل من 5 في المائة.

 

كلما تقدمتِ في العمر، يبدأ الحمض النووي داخل بويضاتك في التحلل. لأن بويضاتك كانت معك من قبل أن تولدي وخلال طفولتك فإنها تتعرض لجميع أنواع الضرر و تتأثر عبر حياتنا و مر السنين (غالباً لعوامل مؤثرات الحياة و الزمن التي لا يمكن تجنبها) مثل: الحمى والالتهابات و الإجهاد و التعرض للسموم والتلوث البيئي و الذرات الحرة. و لأن البويضات رقيقة وعرضة للتلف فتعرضها لهذه العوامل يمكن أن يؤدي إلى خلل كروموسومي وبالتالي تؤثر على قدرتها على إنتاج أجنة طبيعية جاهزة للإنغراس و حدوث الحمل.

 

لا يوجد فحص لجودة البويضة والطريقة الوحيدة لمعرفة إذا كانت كروموسومات البويضة طبيعية هي محاولة تخصيبها خارج الجسم وإذا نجح التخصيب يتم إجراء فحص كرموسومات على الجنين المتكون. و نظراً لحدوث تأثر لحمضنا النووي مع مرور الوقت حتما فإن عمرك يمكن أن يعطي صورة دقيقة إلى حد ما لنسبة جودة بويضاتك الطبيعية.

 

هذه حقيقة: لأن العمر يرتبط بشكل مباشر بجودة البويضات, و قدرة البويضات على التخصيب وصولاً  إلى حمل في تمام صحته. وعمر البويضة هو الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بالخصوبة, لذلك البحث عن المساعدة لعلاج الخصوبة في سن أصغر يجعله أكثر فائدة.

 

إذا كنتي مستعدة لتكوني استباقية حول معرفة مستقبل الخصوبة لديك, فيمكنك تحديد موعد لتقييم الخصوبة.

حقوق الطبع محفوظة © 2025 للدكتور محمد العقدي
bottom of page