
أورام (أكياس) الرحم الليفية وتأخر الإنجاب
كتبها: الدكتور/ محمد العقدي
يتكون الرحم من جدار وهو طبقة سميكة يسمى "عضل الرحم" و بجوفه بطانة رقيقة تسمى "بطانة الرحم" التي ينغرس بها الجنين والتي تعمل على حمايته وتغذيته ونموه أثناء الحمل. وتنزل بطانة الرحم كل شهر أثناء الحيض.
الأورام الليفية حالة شائعة جداً و هناك تقريباً 50% أو أكثر من جميع النساء في سن الإنجاب لديهم أورام ليفية حميدة بعضلة الرحم. ونادراً جداً أن تكون هذه الأورام خبيثة. يمكن تواجد الأكياس الليفية في جدار الرحم أو على السطح الخارجي أو داخل تجويف الرحم.
تبدأ معظم الأورام الليفية بأحجام صغيرة جداً ويمكن أن تكبر إلى حجم كبير. يمكن للأورام الليفية (حتى الكبيرة منها) أن تظهر دون وجود أعراض على الإطلاق. بالمقابل يمكن أن تسبب أيضاً ظهور أعراض متعددة وذلك يعتمد على حجمها و أماكنها. الأعراض الأكثر شيوعاً هي نزيف حاد مصاحب لاَلام بالدورة الشهرية إذا كان الورم الليفي بارز في تجويف الرحم. بعض الأورام الليفية كبيرة وتسبب أعراض ,و إحساس بالضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو القولون أو اَلام مع الإيلاج العميق أثناء الجماع أو تهيج المثانة أو ضغط على المستقيم و الإمساك وتقلص مؤلم بالأمعاء.
معظم أورام الرحم الليفية لا تؤثر على الخصوبة. فقط الأورام الليفية المعلقة أو البارزة في تجويف الرحم الداخلي تؤثر على الخصوبة, بإستثناء الأورام الليفية الكبيرة التي تسد فتحات قنوات فالوب إلى الرحم.
يمكن إجراء التشخيص بسهولة عن طريق الموجات فوق الصوتية للحوض والرحم. في بعض الحالات, يصعب معرفة إذا كان الورم الليفي بارز بتجويف الرحم أم لا. ينبغي للنساء اللاتي يسعين لعلاج الخصوبة ولديهن أورام ليفية التأكد من سلامة تجويف الرحم إذا كان هناك التباس في نتيجة الموجات فوق الصوتية وغير واضحة. ولضمان أن تجويف الرحم طبيعي يوصى بإجراء عملية بسيطة تسمى "منظار الرحم".
ينصح النساء اللاتي يعانين من تأخر الإنجاب ومصابات بأورام ليفية مؤثرة على تجويف الرحم بالإستئصال الجراحي للأورام الليفية المعنية. هناك أنواع أخرى من العلاج غير الجراحي وهي إما غير فعالة أو نسبياً أكثر ضررًا من الجراحة.
إذا كنت تعانين من تأخر الإنجاب والأورام الليفية فإن تخصصنا كخبراء خصوبة نعد الأفضل للاستشارة. وغالباً نناقش بصورة واضحة خيارات العلاج و أي نوع من التدخل الجراحي مناسب لحالتك.
